إعلان المَنظرِ العام لِتیّارِ الجَبهةِ العالمیّةِ الاسلامیةِ لِلجهادِ ضدَّ السُّکولاریَّةِ فی دُورِ الاسلامِ

إعلان المَنظرِ العام لِتیّارِ الجَبهةِ العالمیّةِ الاسلامیةِ لِلجهادِ ضدَّ السُّکولاریَّةِ فی دُورِ الاسلامِ

بسم الله و الحمدلله

اما بعد: السلام علیکم و رحمة الله و برکاته

أری مناسباً الآن و نحن نُشاهِدُ الهزائمَ الواضحةَ لِأمریکا حاملةَ لِواءِ المشرکینَ لِلزمنِ الحالِیْ و المتّحدینَ العالمیّینَ و عملائهمُ المحلّیینَ فی الأراضی الاسلامیة، إعلان المَنظرِ العام لِتیّارِ الجَبهةِ العالمیّةِ الاسلامیةِ لِلجهادِ ضدَّ السُّکولاریَّةِ فی دُورِ الاسلامِ بإِختصارِ و مُعَنوَنٍ الی کافَّةِ إخوانی و أخواتی المؤمنةِ:

  1.  وَاحِد /  لقدِ اتَّسعت دائرةُ المعرفة و فی الاصطلاح: کَثُرَ العلمِ، من أجلِ هذا بالإعتمادِ علی الدُّروسِ التَّمهدیَّةِ و معرفةِ القیامةِ – بإذن اللهِ- دَخلنا دائرةَ المؤمنینَ المجاهدینَ الذینَ یقولُ اللهُ تعالی فیهم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (الحجرات/15)

2-  اِثْنَان /  و علی إثرِ ذلکَ، و من أجلِ تحقیقِ « أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ»، و تَوطِیدِ الأرضیَّةِ المناسبةِ لِ:« فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ» و من أجلِ الإرتقاءِ لِلحکومةِ البدیلةِ المُضطَرَّةِ الاسلامیةِ الحالیّة الی الخِلافةِ علی منهاجِ النبوةِ[1] مع العنایةِ الکاملةَ لِ: « وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً»[2] سَنَرِدُ بالجهادِ الثَّلاثِ ضدَّ السِّکولارِیینِ و نَهتدِی بالاُسلوبِ الذی أَمَرَنا رسول اللهِ صلی الله علیه و سلمَ بِهِ وهو، « جاهِدوا المشرِكينَ بأموالِكُم، وأنفسِكم، وألسنتِكُم ».[3]

و علی هذا المِنوالِ نُعَلِمُ الاخرینَ بأعمالنا، بِنائاً علی ذلک، نسعی من أجلِ الانتظامِ لِلْعملِ و هذا شِعارُنا «لَستُ معلّمَکم إلّا بالْعملِ».[4]

3- ثَلَاثَة /  من أجلِ الحرکةِ فی هذا المسیرِ و لِتنسیقِ مبادِراتِنا العلمیَّةِ المتناسبةِ للمَناخِ الخاصِّ و الوضعِ الموجودِ لکلِّ إقلیمٍ و حاجاتهِ الیومیَّةِ المُستَحدَثَةِ قد تکونُ لکلِّ إقلیمٍ تَبایُنٌ فی وضعِهِمِ الموجودِ و حاجاتِهِمُ الیومیَّة، و لذلکَ سَنَقومُ بترتیبِ الأولویّاتِ.

إحدی صِفاتِ الخائنینَ و شِرذِمَةِ المنافقینَ الذینَ کانوا موجودینَ فی کلِّ زمانٍ، التّخریبُ «التَّعمدِی» و «المَعرِفی» و «الإختیارِی» لترتیبِ الأولویّاتِ، و یَسعونَ لسَحبِ المؤمنینَ الی مراحلَ و یَدعُونهم للمراحلِ الاتیةِ، و لو کانوا موجودینَ عندَ المراحلِ لَما رافَقُوا المؤمنینَ فی هذهِ المرحلةِ، یعنی رَغمَ التَّقلِیبِ فی ترتیبِ الاولویات و أنهم لا یُرافقونَ المسلمین، لو حَلَّت الأولویَّةُ التی أرادوها لَما کانوا مع المؤمنینَ، یَذکُرُ اللهُ تعالی عبرةً فی هذِهِ الفئةِ و یقولُ: إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (البقرة/ 226)

4- أَرْبَعَة  / فی هذهِ الحالةِ علیکم أن تَعرِفوا هولاءِ الظالمینَ و الرّافضینَ الموجودینَ فی مذهبِکُم و إِقلیمِکُم. یقولُ مولِّفُ مِنهاجِ السنةِ: فلا یُنکَرُ أن یکونَ فی المُنتسبینَ إلی الائمَّةِ الأربعةِ مَن هو زِندیقٌ ملحدٌ مارقٌ من الاسلامِ، فضلاً عن أن یکونَ رافضیّاً.[5]

فیُوجَدُ بین المذاهبِ الأربعةِ من هو ملحدٌ و رافضیٌّ، و هُنا یلزَمُ أن یُنتَبَهَ أنَّ الرَّوافِضَ موجودینَ بین المذاهبَ الإسلامیَّة کُلِّها ولا یَختصُّ بالشّیعةِ أوِ الشّافعیةِ أوِ الحنفیّةِ  أوْ  سَائِرُ المذاهبِ و المدارسِ الفقهیة.

مَن هُمُ الرّوافضُ؟ هُمُ الّذینَ یَذَرونَکم وقتَ الحاجةِ، إنّهم قِسمٌ مِن الشِّرذِمَةِ الوَسیعةِ للمنافقینَ و المُغترِّینَ بالسِّکولاریَّة، تَعَرَّفُوا علیهم و کما أوصی القرانُ المجیدُ کونوا حَذِرینَ فَطِنینَ، و عِندما تُبَرمِجونَ لا تَغمِضوا عنهم أبصارَکم لحظةً واحدَة.

5- خَمْسَة / إستَتَبُّوا نقدَ الذّاتِ کنِظامٍ مستمّرٍ و دائمٍ فی المسائلِ الظاهریَّةِ و التَنفِیذیَّةِ و رافِقوا نَقدَکم بِالعَوَضِ البَدیلِ المُتناسِبِ لِلوضعِ الموجودِ و حاجاتِکُمُ الیومیَّةِ المُستَحدَثَةِ، و ابحثوا الصَّدماتِ النِّضالیّةِ لِجِهادِکم کَالمِرآةِ و المُختَبَرِ الفَحصِیّ، إرفَعُوا المَعایبَ قَبلَ أن یَتَّخِذَها الآخَرونَ مَنفَذاً لِیَفتِکُوا بِنَا عَن قَناتِها.

6-  سِتَّة / إرفَعوا قُواکم و کونوا أقوِیآء بِقَدرِمَا تَستطیعونَ، أُنظُروا عَن أیٍّ مِنَ القَنَواتِ الشَّرعِیَّةِ تَقدِرُونَ عَلی اکتِسابِ القُوَّة، کونوا جادِّینَ فی اکتساب القُوی.

لَو کانَت القُوَّةَ فی حِلفٍ أوْ نِقابَةٍ تِجارِیَّةٍ أوْ صِنفٍ صِناعِیّ أوِ التَّعلیمِ أوِ الخِطابةَ أوْ إمامةَ المسجدِ أوِ المجلسِ الشُّوری المحلّیةِ أوْ النَّدوةَ العلمیَّةِ أوِ الإتّحادِ النِّسائیِّ أوِ الجمعیَّةِ الثِّقافیَّةِ و الأدبیَّةِ و الرِّیاضیّةِ و غیرِها، فلابدَّ مِن رفعِ الموانعِ بالطُّرُقِ الشَّرعیَّةِ و إجتنابِ التَّحزُبِ لِاکتسابِ القُوَّة.

7- سَبْعَة / مِن أجلِ إزالةِ الموانعِ التی لا محالةَ تُوجَد، بادِروا بِأیِّ  مبادِرَةٍ شرعیةٍ عن قَنَواتِها المشروعة. بسببِ إعتزالکم و لمشاهدتکم المجرَّدةِ تَسَلَّلَ الی مراکِزَ القوَّةِ اُناسٌ غیرُ صالحینَ، و علاوةً علی ذلک یوجدُ أفرادٌ إنتِهازیُّونَ مُتَغِلغِلُونَ بینَ النِّظام الحُکومیِّ یُرافِقُهُم غیرُ الصَّالِحینَ و خِلافاً لِقوانینِ البِلادِ یُوجِدونَ لنا المُعضلاتِ و العَراقِیلَ و الموانعِ، من أجلِ رفعِ هذِهِ الموانعِ لابُدَّ و بلاخَجَلٍ واستناداً إلی «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ»[6] إلجَئُوا بجمیعِ الآلِیَّاتِ الشَّرعیَّةِ لدفعِ هذِهِ الآفاتِ و إن استطعتم أسِّسُوا مَجمَعاً لِأولیاءِ الاُمورِ والأخِصّائیین فی الشئونِ الحقوقیَّة، ولیَکُن نَصبَ أعیُنِکم الوضعَ الموجودِ و الحاجاتِ الیومیَّةِ المُستحدثةِ و الهدفِ البعیدِ أو القریبِ و لا الآلِیّاتُ الشَّرعیَّةِ التَّی لابُدّ مِن استخدامها لکِنَّها لیست کما تُحبُّونَ و تَشائُون.

8- ثَمَانِيَة / أبداً، لایکونُ یومُکُم کَالغَدِ. هذا یعنی أن لا تَقِفَ فی مکانِکَ دُونَ حرکةٍ، بل بواسِطةِ رَفعِ الموانعِ و إعمالِ المراحِلِ مُطابقاً لِلتَّرتیبِ لِلْأولوِیَّاتِ و بالمُعایِنَةِ لِلْمراحِلِ التّکاملیةِ «الآلِیّاتِ الثَلاثة»[7] سِیرُوا دائِماً إلیَ الأمامِ و لاتَنسَوا أنَّنَا لا نَملِکُ إلَّا عُمراً واحداً بِسَنواتٍ مَعدُودَةٍ.

إِنَّ صحابَةَ رسولِ اللهِ صلی الله علیه و سلم فِی جِیلٍ واحِدٍ، عَلاوةً علی أنفُسهِم، غَیَّرُوا الجَزیرَةَ العربِیَّةَ کامِلَةً و الإمبِراطُورَیَّتَینِ العِملاقَتَینِ فی ذلِکَ الزَّمان.

أُنظرِ الآن ماذا أنتَ فاعِلُهُ؟ کَم سِرتَ قُدُماً؟ و ماذا کاتبٌ فی کتابِ حیاتِکَ الذَّی علیکَ أن تَقرَأهُ کَأخبارٍ عن عملکَ فی الدُّنیا، عندما تُخاطَبُ: اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (الاسراء/14)

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّة وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مَنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

رَبَّنَا أَعِزَّنَا بِالإِسْلامِ، وَأَعِزَّ بِنَا الإسْلامَ، اللَّهُمَّ أَعْلِ بِنَا كَلِمَةَ الإسْلاَمِ، وَارْفَعْ بِنَا رَايَةَ القُرْآنِ.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته


1- ثم تکون خلافة علی منهاج النبوة/ رواه الطیاسی فی مسنده (349-350/1) و البزار (3/353-352) و احمد فی المسند (4/273-63) و البیهقی فی دلائل النبوة (6/491)

2-التوبة، الایة 36

3- رواه ابوداوود 3/23(2504) و احمد 3/124و النسائی (7/6) (3096) و ابن حیان فی صحیححه (1618) و الحاکم (2/81) و الدارمی (2/213)

4- تاریخ الطبری نقلا من عمر بن الخطاب رضی الله عنه: نصحی و قولی هو عملی

5- منهاج السنة النبویة، الناشر جامعة محمد بن سعود الاسلامیة، ج 4، ص 134

6- سورة یوسف، الایة 42

7- الالیات الثلاثة؛ 1: خلافة علی منهاج النبوة / هی الاولی و الاهم من الوسائل و الالیات، 2: الحکومة البدیلة المضطرة الاسلامیة / تقوم بالواجب عند فقدان الخلافة علی منهاج النبوة بحکم الضرورة، 3:شوری الواحد للمجاهدین/ فی اسواء الی الحالات و عند فقدان الخلافة و الحکومة البدیلة.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *